كندر :
هو اللبان !لذكر ويسمى البستج ، صمغ شجرة نحو ذراعين شائكة ورقها
كالآس يجني منها في شمس السرطان ولا يكون إلا بالشحر وجبال اليمن ،
والذكر منه المستدير الصلب الضارب إلى الحمرة ، والأنثى الأبيض الهش
وقد يؤخر طريا ويجعل في جرار الماء ويجرك فيستد، ويسمى المدحرج ،
تبقى قوته نحو عشرين سنة ، وهو حار في الثالثة أو الثانية يابس فيها أو
هو رطب يجبس الدم خصوصآ قشره ، ويجلو القروح ويصفي الصوت
وينقي البلغم خصوصآ من الرأس مع المصطكي ويقطع الرائحة الكريهة
وعسر النفس والسعال والربو مع الصمغ ،
اللبان الظفاري .. كنز الفوائد الكثيرة
تتعدد الموارد الاقتصادية لمحافظة ظفار بسلطنة عمان منذ قديم الزمن.
وتمثّل شجرة اللبان واحدة من هذه الموارد التي تدر دخلا جيدا لسكانها. وقد
ازدادت أهمية هذه الشجرة نتيجة للمادة التي تنتجها، والتي تستخدم في
العديد من الأغراض سواء في المجالات الطبية أو المنزلية أو في
المناسبات الدينية والعائلية كالأعراس وفي الكنائس بجانب استخداماتها
اليومية في المنازل على شكل بخور ذات رائحة طيبة. كما يستخدمها
البعض في عملية الصمغ خاصة النساء، إضافة الى استخداماتها الأخرى.
ويطلق البعض على هذه الشجرة بـ «الشجرة المقدسة».وتنمو شجرة
اللبان بشكل طبيعي على الحواف المتأثرة بالأمطار الموسمية في هذه
المحافظة. ونظرا لما تمثله هذه الشجرة من أهمية تاريخية وطبيعية ودينية
واقتصادية وصحية، فقد أجريت لها العديد من الدراسات والأطروحات
العلمية حولها، والتي تناولت هذه الشجرة من زوايا مختلفة. أما الحقيقة
الثابتة حولها فأن محافظة ظفار تنفرد عن باقي المناطق والحافظات
العمانية في زرع هذه الشجرة.
حظيت شجرة اللبان، عبر مسيرتها، بحضور تاريخي هائل جعل منها جسراً
للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة. ولأجلها
تحركت القوافل التجارية، في مسارات شاقة من ظفاربجنوب عمان، الى
شواطئ جنوب العراق، والى الشام ومصر القديمة، وحتى غزة الفلسطينية
الساحلية، التي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية الى البلدان
الأوروبية، وخاصة روما القديمة.
وتنمو أشجار اللبان العمانية المعروفة بإسم بوزيفليا ساكرا )دسطججةء
سءزء( بإرتفاعات تصل الى خمسة أمتار تقريباً، وهذا النوع من الأشجار
وكذلك أشجار المر هما من فصيلة الأشجار البخورية التي يتميز أعضاؤها
بوجود مجارٍ راتينجية في لحائها.
في أوائل شهر إبريل من كل عام، وما أن تميل درجة الحرارة الى الارتفاع،
حتى يقوم المشتغلون بجمع الثمار، (بتجريح) الشجرة في مواضع متعددة،
فالضربة الأوغ يسمونها (التوقيع)، ويقصد به كشط القشرة الخارجية
لأعضائها وجذعها، ويتلو هذه الضربة نضوح سائل لزج حليبي اللون،
سرعان ما يتجمد فيتركونه هكذا لمدة 14 يوماً تقريباً. وتتبعها عملية
التجريح الثانية - ثمار درجة ثانية - حيث أن النوعية في هذه المرة لا تكون
بنفس القدر من جودة المرة الأوغ، فضلاً عن كون الكميات المنتجة منها
غير تجارية.
ويبدأ الجمع الحقيقي بعد أسبوعين من التجريح الثاني، حيث ينقرون
الشجرة للمرة الثالثة، في هذه الحال ينضح السائل اللبني ذو النوعية الجيدة
،والذي يعد تجارياً من مختلف الجوانب، ويكون لونه مائلاً الى الصفرة.
وضرب أشجار اللبان ليست عملية عشوائية، وإنما هي عملية تحتاج الى
مهارة فنية خاصة ويد خبيرة، وتختلف الضربات من شجرة الى أخرى
حسب حجمها، ويستمر موسم الحصاد لمدة ثلاثة أشهر، ويبللى متوسط
إنتاج الشجرة الواحدة عشرة كيلو جرامات تقريباً من الثمار، ويصل ما
تنتجه محافظة ظفار- في العام الواحد - الى سبعة آلاف طن تقريبا، وهو ما
يمكن تقدير قيمته المبدئية بحوالي 30 مليون ريال عماني.
سكان محافظة ظفار يستخدمون ثمارها في ماء الشرب، حيث يعتقد أنها
تساعد على (الإدرار)، كما أنها تجعل الماء بارداً ونقياً في أوقات الصيف،
ويتم إستخدام اللبان كمادة هامة في صناعة البخورالذي يستخدم في الكثير
من المناسبات الإجتماعية، المرتبطة بعادات الزواج والولادة، وقد ذكرها
وأشاد بها (ابن سينا) حيث يقول ( إنها تداوي جميع الأمراض).
ولا يزال اللبان العماني،الذي يعتبر أفضل أنواع اللبان في العالم، مطلوباً
في العديد من بلدان العالم، حيث يتم إدخاله في صناعة الأدوية، والزيوت
والمساحيق والعطور والشموع الخاصة، بالإضافة الى استخدامه في العديد
من دور العبادة حول العالم .
للحديث بقية
تابعونا